" عـفـواً " .. " آسف " كـلمتـان قـلمـا تسمعهـم فـي هذا المجتمـع , إذ يشعـر قائلهم بالعار كونهـا تخـدش كبريائـه
فـللأسف نحن مجتمـع يصنع لذاته الأوهـام ويؤمن بهـا ويضعهـا كأحـد مبـادئه في الحياة ..ومن ذلك الإعـتـذار وحسن التعامل المحظوران على الكائن البشري ! إلا على من رحم ربي
أراهن على سبيل المثال بأن أكثر من سبعين بالمئة من المتصلين عن طريق الخطأ لا يكلفون أنفسهم عناء الإعتذار
ويكتفون بإغلاق الخط في وجه المجيب ..
بل أن بعضهم يتأفأف كونك لم تتحول للشخص المطلوب
وعندما يصطدم بك شخص جسدياً في الخارج تجده يسابقك الإعتذار والبسمة سواء أكنت المخطئ أم هو ..
بل قد يدعوك لفنجنان قهوة ليبدي أسفه , فيما لو حدث ذات الموقف هنا لن تخرج الخيارات عن وصفك بالأعمى
أو دفعك أو ضربك أو شتمك !
والخيّر فيهم هو من سيتكرم عليك بنظرة إستحقار سريعة ويواصل طريقة دون الحديث الموضوع نفسه ينطبق عـلى حوادث السير هنا ..
أول مايحدث بعد نزول الأطراف هو الشتائم ووصف الآخر بالأعمى وقد يصل الموضوع للضرب ,
على أن الموضوع سيكون بتقدير رجل المـرور فقط , لذلك لا ضـرر من الاعتذار المتبادل كون الموضوع لن يحسم بالقوة
أما ما يؤرقني فهو الوقوف بالصف ..
في أي مكان تجد هناك العابث الذي يخترق الصفوف ويصل لغايته دون أدنى عناء ..
ذات الأسباب التي ذكرت إذ لا يسمح له كبريائه بأن يقف مع الآخرين وينتظر لا أريد الذهاب بعيداً و الإستعانة بالغرب كمثال للإحترام وحسن التعامل مع الغير ,
بل أنا في مجتمع فيهم الكثير ممن تخجلك أخلاقهم العالية ..
أشخاص بعمر والدي يفتحون لي الباب ويصرون بأن أخرج أو أدخل أولاً ,
البعض أيضاً يغير يومك بسبب إبتسامته في وجهك
لكني في الوقت نفسه أصر على أن الأغلبية لا يجيدون فن الإعتذار
والتعامل مع الغير ولا شأن للعمر أو المكانة أو حتى الدين في ذلك ..
إنما يعود الأمـر للتربية فقـط و البيئة المحيطة بالشخص عجبتُ لحرّ يستحي باعتذاره
وأولى به أن يستحي بذنوبه
اسأل نفسك عزيزي وأنا سأبدأ في نفسي أيضاً..
متى كانت آخر مرة قلتها صراحةً آسف أو عفـواً لشخص آخر ؟
ومتى كانت المرة الأخيرة التي ابستمت فيها دون مقابل لأحدهم ؟
لا أدعـي الـكـمـال لكــنـي أبـحـث عـنـه **
أجـمــل تحيـــة .. ؛
مني لكم
ولمعزتكم عندي نقلت لكم هذا الموضوع المهم في حياتنا
وأسلوب معيشتنا ..